لماذا لا نحب الحقيقة؟ (يجب أن نعرف بأن النعامة لا تضع رأسها في التراب )

محمد عواد - منذ كنا أطفالاً ونحن نشاهد النعامة تضع رأسها بالأرض ، ومنذ كنا أطفالاً ونحن نسمع مثل من يضع رأسه في الأرض مثل النعامة ونلومه على ذلك ، ولكن مع مضي السنوات بتنا نكتشف أننا جميعاً نحب أسلوب النعامة بعدم الاعتراف بالحقيقة وتصديق الوهم ورفض الواقع.

بداية يجب أن نعرف بأن النعامة لا تضع رأسها في التراب وأن المعلومة هذه وهمية تعود إلى بليني الأكبر التي كتب عن هذا الأمر ما بين 23-79 بعد الميلاد ، حيث ادعى بليني أن النعامة عندما تضع رأسها في التراب تعتقد أن كل جسمها مختفي ، ومن هنا يجب أن نبدأ الكلام عن كم المعلومات الخاطئة التي نرضى بها ونعيش عليها من دون تحقق ، لكن لنتخيل أن شخصاً أخر جاء وقال لك : " النعامة لا تضع رأسها بالتراب" ، فماذا سيكون ردك؟

رأيت نفس القصة بأم عيني بين صديقين ورأيت كيف كانت ردة فعل صاحب المعلومة الخاطئة على صاحب المعلومة الصحيحة ، وكيف كان صاحب الباطل بصوت أعلى ويصر على موقفه حتى تدخلت باقتراح البحث عن الموضوع لينتصر صاحب المعلومة الصحيحة قبل أن يفاجئني عدو الحقيقة بقوله : " ربما ليس كل النعام!!!".

موضوع عداء الحقيقة والتعصب للرأي ليس فقط في المعلومة الصغيرة التي لا تضر ولا تنفع كمعلومة النعامة ، لكن الأمر يتعداه إلى أمور تمس حياتنا وتمس مستقبلنا ، فما زلت أسمع من يخرج ويقول " التدخين غير مثبت رسمياً أنه يضر" ، وما زلت أسمع من يخرج ويرفض حقيقة أن بعض الأنظمة تهاوت ويتحدث عن عودة قريبة لها ، بل هناك من لا يريد أن يصدق أن صدام حسين قد مات حتى يومنا هذا فيقوم بنشر فيديوهات مفبركة بشكل يجعلك تشعر بالإنزعاج أكثر.

قد يكون قبول الحقيقة أو النقد أمر لم يربينا عليه أهلنا وهذا السبب الحقيقي خلف كرهنا لها عندما تعادي أهواءنا، فقد اعتدنا بأن ينتقدنا والدينا لو تكلمنا بشيء يخالف رأيهما بل قد يصل الأمر إلى العقاب وكذلك فعل الأستاذ معنا في المدرسة ودكتور الجامعة ، لكننا الآن جميعاً مطالبون بوقفة حق مع أنفسنا بحيث نراجع أنفسنا بعد كل نقاش حاد ندخله وبعيداً عن الطرف الأخر لنعرف إن كنا عىلى حق أم على باطل.
مقالات محمد عواد
منقول

سامحوني فهذا ما استطعت ان اقدمه لكم في هذة الفتره
شكراااااااااااااا